يُعرَّف جمع المُذكَّر السالم بأنَّه: اسم دلَّ على ثلاثة فأكثر، يسلَم مفرده من التَّكسير عند جمعه؛ وذلك بزيادة واو ونون -إن كان مرفوعًا-، أو ياء ونون -إن كان منصوبًا أو مجرورًا- في آخره؛ كما يحدث إذا أردنا جمع كلمة "عامل" جمعًا مُذكَّرًا سالِمًا على سبيل المثال؛ إذ نزيد على آخر الكلمة واوًا ونونًا (عاملون)، أو ياءً ونونًا (عاملين)، دون تغيير في بنية الكلمة.[١]
ما هي شروط جمع المُذكَّر السالِم؟
يُشترَط عند جمع المفرد جمعًا مُذكَّرًا سالِمًا ما يأتي:[١]
- أن يكون علمًا لمُذكَّر عاقل خالٍ من التّاء ومن التَّركيب، ومثال ذلك الأعلام: أحمد، وخالد، ورائد، إذ نلاحظ أنّها تُجمع على أحمدون، وخالدون، ورائدون؛ فهي أسماء علم لمُذكَّر عاقل، أمّا إن كان اسمًا لعلم مُذكَّر ينتهي بتاء كـ(عُبيدة)، فإنّه لا يجمع، وكذلك لا نجمع (عبد الرَّحمن) جمعًا مُذكَّرُ سالِمًا؛ لأنَّه اسم مُركَّب.
- أن يكون صفة لمُذكَّر عاقل، بشرط خُلوِّها من التّاء في أصلها، وتكون صالحة لدخولها عليه، أو تكون للدَّلالة على التفضيل؛ فكلمة (كاتب) صفة لمُذكَّر عاقل مُجرَّدة من تاء التَّأنيث، وفي الوقت ذاته يصلح أن تدخل عليها تاء التّأنيث؛ فنقول (كاتبة)، ومثل هذه الصِّفة تُجمَع جمعًا مُذكَّرًا سالِمًا؛ فنقول (كاتِبونَ) و(كاتِبِينَ)، أمّا كلمة (أفضل) فعلى الرَّغم من أنّها صفة خالية من التّاء في أصلها، ولا يصلح دخولها عليها، إلّا أنّها تدلّ على التَّفضيل؛ لذلك يجوز جمعها جمعًا مُذكَّرًا سالِمًا.
حالات إعراب جمع المُذكَّر السالِم
يُعرَب جمع المُذكَّر السالِم بحسب موقعه في الجملة؛ لذلك قد يأتي مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا، ودونك التَّوضيح:
الرَّفع
يُرفَع جمع المُذكَّر السالِم بالواو إن جاء في موضع الرَّفع؛ كأن يكون مبتدأ، أو خبره، أو فاعلًا أو نائبه، أو اسمًا لكان وأخواتها، أو خبرًا لإنَّ وأخواتها، أو تابعًا لمرفوع، ومثال ذلك: المُسلِمونَ يُؤدُّونَ فريضةَ الحجِّ كلَّ عامٍ؛ إذ جاء جمع المُذكَّر السالِم (المُسلِمونَ) مبتدأ، وعند إعرابه نقول: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم.[٢]
النَّصب
يُنصَب جمع المُذكَّر السالِم بالياء إن جاء في موضع النَّصب؛ كأن يكون مفعولًا به، أو مفعولًا معه، أو حالً،ا أو اسمًا لإنَّ وأخواتها، أو خبرًا لكانَ وأخواتها، أو تابعًا لمنصوب؛ كما في قولنا: رأيتُ المُعلِّمِينَ في الوزارةِ؛ إذ جاء جمع المُذكَّر السالِم (المُعلِّمِينَ) مفعولًا به منصوبًا وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم.[٢]
الجرّ
يُجَرُّ جمع المُذكَّر السالِم بالياء إن جاء مجرورًا بحرف جرٍّ، أو مجرورًا بالإضافة، أو تابعًا لمجرور، ومثال ذلك: سلَّمتُ على المُصلِّينَ؛ حيث جاء جمع المُذكَّر السالِم (المُصلِّينَ) اسمًا مجرورًا بحرف الجرِّ (على) وعلامة جرِّه الياء؛ لأنّه جمع مُذكَّر سالِم.[٣]
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ نون جمع المُذكَّر السالِم تُحذَف عند الإضافة؛ سواء كان مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا، ومثال ذلك: رأيتُ عامِلِي النَّظافةِ في الشّارعِ؛ حيث نُلاحظ أنَّ كلمة (عامِلِي) هي جمع مُذكَّر سالِم محذوفة النُّون، ونعربها على أنَّها: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم، وحُذِفت النُّون؛ للإضافة.[٣]
أمثلة على إعراب جمع المُذكَّر السالِم
- قال الله تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}،[٤]و(المُؤمِنِينَ): اسم مجرور بحرف الجرِّ "مِن" وعلامة جرِّه الياء؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم.
- قال النبي_صلى الله عليه وسلم_ (المسلِمونَ تتَكافأُ دماؤُهُم)،[٥]و(المُسلِمونَ): مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم.
- قال ابن نباته المصري: قل للكرام الكاتبين من الورى ** ما لي أجرّب عهدكم وأعود،[٦]و(الكاتِبِينَ): صفة "الكرامِ" مجرورة وعلامة جرِّها الياء؛ لأنَّها جمع مُذكَّر سالِم.
- مُديرو المُؤسَّسة أصحابُ هِمَمٍ عالِيةٍ، و(مُديرو): مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالِم، وحُذِفت النُّون؛ للإضافة.
المراجع
- ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 16_18. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد محيي الدين عبد الحميد، التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية في قواعد والإعراب، صفحة 130. بتصرّف.
- ^ أ ب سعاد فهد سعيد، شرح ملحة الإعراب، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:23
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن علي بن أبي طالي، الصفحة أو الرقم:3406.
- ↑ "قل للكرام الكاتبين من الورى"، الديوان.
