يدلُّ جمع المُذكَّر السّالم في اللُّغة العربيَّة على مجموعة العاقلين التي تزيد على اثنين، ويختصُّ بجماعة الذُّكور فقط؛ ولذلك سُمِّيَ مُذكَّرًا، ويكون مفرده سالمًا؛ أي بقيَ سالمًا كما هو في حالة المفرد ولم يحدث عليه أيَّ تغيير في بنية الاسم عند إضافة حروف جمع المُذكَّر السّالم.[١] ولمعرفة تفصيل ذلك، اقرأ معنا هذا المقال.
شروط جمع المُذكَّر السّالم
لا بُدَّ من توفُّر بعض الشُّروط ليصِحّ جمع الاسم جمعًا مُذكَّرًا سالمًا، وفيما يأتي بيانها:[١]
أن يكون عَلَمًا لمُذكَّر عاقل خالٍ من تاء التَّأنيث والتَّركيب
يُطبَّق جمع المُذكَّر السّالم على اسم العَلَم المفرد المُذكَّر العاقل، ويجب ألّا يكون مُنتهِيًا بتاء التَّأنيث، مثل: معاوية، وحمزة، وعلقمة؛ فعلى الرَّغم من أنّ كلًّا منها اسم عَلَم مُذكَّر، إلّا أنَّه ينتهي بتاء تأنيث؛ ولذلك لا يُجمع جمعًا مُذكَّرًا سالمًا، ويجب أن لا يكون الاسم مُركَّبًا، مثل: عبد الله، وعبد العزيز، ونصر الله؛ إذ لا يمكن جمعها جمعًا مُذكَّرًا سالمًا، وفيما يأتي بعض الأمثلة على العَلَم المفرد المُذكَّر العاقل الذي يدخل تحت هذا الجمع:
- محمد: اسم عَلَم مُذكَّر غير مُركَّب، ولا ينتهي بتاء تأنيث، وجمعه: مُحمَّدونَ.
- ماهر: اسم علم مُذكَّر غير مُركَّب، ولا ينتهي بتاء تأنيث، وجمعه: ماهِرونَ.
- عامر: اسم علم مُذكَّر غير مُركَّب، ولا ينتهي بتاء تأنيث، وجمعه: عامِرونَ.
أن يكون صفة لمُذكَّر عاقل خالية من التّاء وصالحة لدخول تاء التَّأنيث
تُجمَع صفة المُذكَّر العاقل أيضًا جمعًا مُذكَّرًا سالمًا، على أن تكون خالية في الأصل من تاء التَّأنيث، ولكنَّها تصلح لدخولها عليها؛ فإذا كانت صفة المُذكَّر العاقل مُنتهية بتاء التَّأنيث، مثل: نابغة، وإمَّعة، فإنّها لا تُجمَع جمعًا سالِمًا، كما يجب ألّا تكون على وزن أفعل الذي مُؤنَّثه فعلاء، مثل: أبيض بيضاء، وأحمر حمراء، ولا فَعلان الذي مُؤنَّثه فَعلى، مثل: عَطشان عَطشى، وسَكران سَكرى، وألّا تكون الصِّفة ممّا يتساوى فيها الذَّكر والأنثى، مثل: شكور، وغيور، ومن الأمثلة على صفة العاقل المُذكَّر الصَّحيحة في هذا الجمع ما يأتي:
- خاشع: صفة لمُذكَّر عاقل تنطبق عليها الشُّروط السّابقة، وجمعها: خاشِعونَ.
- صابر: صفة لمُذكَّر عاقل وتتوافق مع جميع الشُّروط السّابقة، وجمعها: صابِرونَ.
- قادر: صفة لمُذكَّر عاقل، وتجتمع فيها جميع الشُّروط السّابقة، وجمعها: قادِرونَ.
حالات إعراب جمع المذكر السالم
تختلف حالات جمع المُذكَّر السّالم الإعرابيَّة حسب موقعه من الجملة، ويجدر بالذِّكر أنَّ الكلام المُعرَب في اللُّغة العربيَّة يتميَّز بحركة الآخر التي تُحدِّد وظيفة كلّ كلمة في الجملة؛ فالضمَّة في حالة الرَّفع، والكسرة في حالة الجرّ، والفتحة في حالة النَّصب، إلّا أنّ هذه الحركات لا تدخل على جمع المُذكَّر السّالم، بل يُؤتى بأدوات أخرى نِيابة عنها، وفيما يأتي حالات إعراب جمع المُذكَّر السّالم مُفصَّلةً:
يُرفَعُ جمع المُذكَّر السّالم بالواو
لرَفع جمع المُذكَّر السّالم، لا بُدَّ من زيادة حرف الواو عِوضًا عن الضمَّة في الاسم المفرد، بالإضافة إلى زيادة حرف النّون بعد الواو، وهو أيضًا نِيابة عن التَّنوين في الاسم المفرد، ولا يحدث أيَّ تغيير عند زيادة الواو، فإذا جاء جمع المُذكَّر السّالم فاعلًا مرفوعًا، أو مُبتَدأً مرفوعًا، أو غير ذلك من حالات الرَّفع، فإنَّه يُرفَع بزيادة حرف الواو، وتكون حركة النّون في آخره مكسورة دائمًا، وفيما يأتي بعض الأمثلة المُعرَبة على ذلك:
- اجتمَعَ المُؤمِنونَ على الصَّلاة في شهرِ رمضانَ: كلمة "المُؤمِنونَ" جمع مُذكَّر سالِم، وإعرابها: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالم، والنّون نِيابة عن التَّنوين في الاسم المفرد.
- اللَاعبونَ اجتمَعُوا على أرضِ المَلعبِ: كلمة "اللّاعبونَ" جمع مُذكَّر سالِم، وإعرابها: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالم، والنّون نِيابة عن التَّنوين في الاسم المفرد.
يُنصَبُ جمع المُذكَّر السّالم ويُجَرُّ بالياء
لنَصب جمع المُذكَّر السّالم وجَرِّه، تُضاف الياء على الاسم المفرد الذي تنطبق عليه شروط جمع المُذكَّر السّالم؛ وذلك نِيابة عن الفتحة في حالتي النَّصب والجَرِّ، ويلحق حرف النّون بالياء؛ عِوضًا عن التَّنوين في الاسم المفرد، وفيما يأتي بعض الأمثلة المُعرَبة التي تُوضِّح ذلك:
- إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ الصّالحينََ: كلمة "الصّالحينَ" جمع مُذكَّر سالم، وإعرابها: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالم، والنُّون بدل التَّنوين في الاسم المفرد.
- جلسَ المدير أمام المُدرِّسينَ: كلمة "المُدرِّسينَ" جمع مُذكَّر سالم، وإعرابها: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء؛ لأنَّه جمع مُذكَّر سالم، والنُّون بدل التَّنوين في الاسم المفرد.
المراجع
- ^ أ ب محمد عيد، كتاب النحو المصفى، صفحة 63-70. بتصرّف.