يحدث كثيرًا خلط بين التّاء المربوطة والمفتوحة بين الكثيرين؛ إذ لا يستطيعون التَّفريق بينهما في كتاباتهم، أو لا يتمكَّنون من فهم الفرق بينهما، أو حتّى التمييز بينهما؛ لذا أدرجنا في هذا المقال 5 طرق مبتكرة للتفريق بين التاء المربوطة والمفتوحة.

قلم
حسّن من كتابتك واحصل على نصوص منقّحة وخالية من الأخطاء مع خدمات قلم للكتابة الذّكية.



كيف نُفرّق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة؟

لتتمكَّن من التَّفريق بين التّاء المربوطة والمفتوحة، ما عليك إلّا اتِّباع إحدى الطُّرق الآتية:


اعلم أنّ معنى الكلمة لا يختلف عند تحويل التّاء المربوطة إلى هاء، بينما يختلف المعنى في التّاء المفتوحة

تتمثَّل العلاقة المشتركة بين التّاء المربوطة والهاء في أنَّنا إذا وقفنا على الكلمة التي آخرها تاء مربوطة، فإنَّنا نلفظها هاءً، ولكن إذا كانت الكلمة آخرها تاء مفتوحة، فإنَّنا نلفظها تاءً، سواءً كان ذلك وصلًا أو وَقفًا؛ كما في كلمة (جلسةَ)؛ إذ إنّنا لو وقفنا عليها، فإنَّ التّاء المربوطة سوف تُنطَق هاءً، دون تغيير لمعناها، خِلافًا لكلمة (جلستَ)؛ فإنَّ الوقوف عليها لا يمنَع من نطق التّاء، وإذا أردنا أن ننطق تاءَها هاءً، فإنَّ معنى الكلمة يتغيَّر تمامًا.


اعلم أنَّ التّاء المربوطة مُدوَّرة، والتّاء المفتوحة مبسوطة على السَّطر

يتمثَّل الفرق بين التّاء المربوطة والتّاء المبسوطة من حيث رسمها، في أنَّ التّاء المربوطة تكون مُدوَّرة "ة"؛ كما في قولنا: شَربة، ضَربة، أمّا التّاء المفتوحة فتكون مبسوطة مفتوحة على السَّطر "ت"؛ كما في قولنا: شربتَ، ضربتَ، وقد سُمِّيَت بذلك؛ تبعًا لطريقة رسمها، وتفريقًا لها عن التّاء المربوطة.


اعلم أنَّ التّاء المربوطة لا تَرِد في الأفعال

ممّا يُميِّز التّاء المربوطة أنّها تكون في الأسماء فقط؛ فلا تدخل على الأفعال، ولا تدخل على الحروف، بينما تدخل التّاء المبسوطة على الأسماء والأفعال أيضًا؛ فكانت تلك علامة فارقة بينهما.


اعلم أنّ التّاء المفتوحة تُلفَظ تاءً عند الوقف والوصل، أمّا المربوطة فيجوز نُطقها تاءً، أو هاءً عند الوقف

إن كان آخر الكلمة تاءً مفتوحة، فإنَّنا نلفظ التّاء تاءً، سواء كان ذلك وصلًا، أو وَقفًا؛ فتقول سواء في الوصل أو الوقف: ضربتَ، أكلتَ، كتبتَ، أمّا الكلمات التي تنتهي بالتّاء المربوطة، فإنَّنا نلفظ تاءَها في حالة الوصل تاءً، بينما نلفظها في حالة الوقف هاءً؛ كما في قولنا: سَجدة، لقمة، دَمعة.


دع أحدهم يكتب أمثلة تنتهي بالتّاء المربوطة والتّاء المفتوحة مع حذف التّاء، ومَيِّز بينهما

حيث يُمكِّنك هذا الأمر من التَّمييز بين التّاء المربوطة والمفتوحة أينما وُجِدتا، من الأمثلة على ذلك:

  • فاطم...
  • خديج...
  • طلح...
  • عاكف...
  • نَمَ...
  • طابَ...
  • فرِحَ...
  • بيو...


يُمكنك أن تلاحظ أنّ الكلمات الأربع الأولى كُلُّها أسماء تنتهي بالتّاء المربوطة، أمّا الكلمات الأربع الأخيرة فإنَّها تنتهي بالتّاء المفتوحة، وذلك على النَّحو الآتي:

فاطمة، طلحة، خديجة، عاكفة، نمَت، طابَت، فرحَت، بيوت.


أمثلة على التّاء المربوطة والتّاء المفتوحة

في ما يأتي بعض الأمثلة على التّاء المربوطة والتّاء المفتوحة:

  • ضربتُ المُجرِمين ضربًا مُبرِحًا، وهنا جاءت كلمة (ضربت) فعلًا مُنتهِيًا بتاء مفتوحة.
  • سجدَ عليٌّ سجدة الشُّكرِ، وهنا جاءت كلمة (سجدة) اسمًا مُنتهِيًا بتاء مربوطة.
  • فاطمةُ -رضيَ اللهُ عنها- سيِّدة نساءِ أهلِ الجنَّةِ، وهنا جاءت كلٌّ من كلمة (فاطمة)، وكلمة (سيِّدة) اسمًا مُنتهِيًا بتاء مربوطة.
  • قال ابن الجزريّ:

حَلبُ الشَّهباءُ في الأرض عَلَتْ

:::سائرَ الأمصارِ في أَقطارِها

وهنا جاءت كلمة (علت) فعلًا مُنتهِيًا بتاء مفتوحة.

  • قال عمرو بن كلثوم:

لنا حُصونٌ مِنَ الخَطِّيِّ عالِيَةٌ

:::فيها جَداوِلُ مِن أَسيافِنا البُترِ

وهنا جاءت كلمة (عالية) اسمًا مُنتهِيًا بتاء مربوطة.

  • قال الشّافعيّ:

سَهِرَتْ أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ

:::في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ

وهنا جاءت كلٌّ من كلمة (سهرت)، وكلمة (نامت) فعلًا مُنتهِيًا بتاء مفتوحة.

  • رأيتُ الحيوانات الكثيرة هنا وهناك، وهنا جاءت كلمة (الحيوانات) اسمًا مُنتهِيًا بتاء مفتوحة، وكلمة (الكثيرة) اسمًا منتهِيًا بتاء مربوطة.
  • قال أبو الهلال العسكريّ:

وَاللَيلُ يَمشي مِشيَةَ الوَئيدِ

:::في الخُضرِ مِن لِباسِهِ وَالسودِ

وهنا جاءت كلمة (مِشية) اسمًا مُنتهِيًا بتاء مربوطة.