هل سبق وأن طُلِب منك أن تكتب تقريرًا عن كتاب ولم تعرف كيف تفعل ذلك؟ وهل تودّ أن تتعلّم كيف تكتب تقريرًا عن كتاب؟ وما الخطوات التي عليك اتِّباعها لتتمكَّن من كتابة تقرير مُميَّز عن كتاب قرأته؟ وما الأمور التي عليك أن تأخذها بعين الاعتبار عند كتابة هذا التَّقرير؟ لمعرفة كلّ ذلك، إليك هذا المقال.
كيف تكتب تقريرًا عن كتاب في 6 خطوات؟
لا تُعدّ كتابة تقرير مُميَّز عن كتاب مهمّة مستحيلة، أو لا يمكنك إنجازها؛ ذلك أنّ اتِّباعك الخطوات الآتية سيضمن لك كتابته بأسلوب احترافيّ، وعن أيّ كتاب مهما كان نوعه، أو موضوعه:
1- اختَر الكتاب الذي تودّ كتابة التَّقرير عنه
يُعَدّ اختيار الكتاب الذي تودّ الكتابة عنه بعناية ودِقَّة الخطوة الأولى في عمليّة الكتابة، والتي من شأنها أن تُحدِّد مدى نجاحك في الخطوات الأخرى، وذلك من خلال الالتزام بالمعايير الآتية:
- أن يكون الكتاب ذا علاقة بمجال تخصُّصك أو قريبًا منه.
- أن تكون لديك معرفة عامَّة بموضوع الكتاب، أو العلم الذي يتضمَّنه.
- أن تتوفَّر لديك نسخة ورقيَّة من الكتاب (وهو الأفضل)، أو نسخة إلكترونيَّة واضحة يُمكِنك قراءتها بسهولة ويُسر.
أمّا إذا كان الكتاب الذي تكتب تقريرك عنه مُحدَّدًا من قِبَل الجهة التي طلبت منك إعداده، فما عليك إلّا أن تتصفَّحه قبل البدء بقراءته، ويُمكِنك الاستعانة بمُحرِّكات البحث الإلكترونيّ إن صَعُب عليك فهم بعض المُصطَلحات الموجودة فيه أثناء قراءتك له.
2- حَدِّد هدفك من كتابة التَّقرير
تختلف طبيعة التَّقرير الذي ستكتبه باختلاف الهدف منه؛ ذلك أنّ الهدف الذي تكتب تقريرك لأجله هو النُّقطة الجوهريَّة التي تتطلَّب منك الإجابة عن السُّؤال الذي وضعته عند كتابته؛ لذا عليك أن تُحدِّد هدفك بدقَّة؛ وذلك بوضع سؤال مُباشِر ومُحدَّد ذي صيغة واضحة تنطلق منها في كتابتك للإجابة عنه.
3- تصفَّح الكتاب الذي تودّ كتابة التَّقرير عنه قبل البدء بقراءته
وفي هذه الخطوة يمكنك تصفُّح الكتاب الذي ستكتب تقريرك عنه تصفُّحًا سريعًا باتِّباع الخطوات الآتية:
- اقرأ عنوان الكتاب بعناية وتركيز.
- تصفَّح غلاف الكتاب واقرأ ما كُتِب عليه.
- اقرأ فهرس الكتاب وتصفَّحه بعناية.
- اقرأ مُقدِّمة الكتاب بتركيز، ولاحظ الموضوعات التي تطرَّق لها الكاتب في هذا الكتاب، والمَنهج الذي اتَّبعه في طرح أفكاره.
- اقرأ خاتمة الكتاب، ولاحِظ أبرز المعلومات التي وردت فيها، وحاوِل رَبطها بالمُقدِّمة، والعنوان.
- اربط الأفكار التي قرأتها، وكَوِّن صورة ذِهنيَّة أوَّليَّة عنها، ثمّ اتَّبِع الخطوات الباقية.
4- اقرأ الكتاب الذي تودّ كتابة التَّقرير عنه
ابدأ الآن بقراءة الكتاب الذي بين يديك بتَرَوٍّ وتركيز، وتُمثِّل هذه الخطوة جوهر عمليَّة التَّركيز؛ لذا خُذ بعين الاعتبار الخطوات الآتية؛ لتحقيق أفضل النَّتائج:
- أحضِر الأدوات اللّازمة للتَّلخيص: وذلك بإحضار الكتاب الذي تودّ كتابة تقرير عنه، وأدوات التَّلخيص اللّازمة التي تُعينك أثناء قراءته، واجعلها قريبة منك، ومن هذه الأدوات:
- قلم الرَّصاص الذي يُمكِنك به تحديد بعض الأمور، أو الكلمات المفتاحيَّة التي لا بُدَّ من الإشارة إليها فيما بعد أثناء كتابة التَّقرير، وقد تستخدمه كذلك في وضع بعض المُلاحَظات القصيرة والبسيطة على الكتاب نفسه؛ حِرصًا على تجنُّب إتلافه باستخدام قلم الحِبر.
- أوراق المُلاحَظات المُلوَّنة (Sticky Notes)، والتي تُعينك على كتابة مُلاحَظاتك بأسلوب سهل ومُنظَّم، إلى جانب أنّ بإمكانك لَصقها على النَّحو الذي يُلبِّي احتياجاتك، وننصحك هنا أن تحرص على تحديد كلّ فكرة أو مُلاحظة بلونٍ مُحدَّد منها ؛ إذ من شأن ذلك أن يجعل الأمر أكثر تنظيماً.
- ورقة كبيرة، أو مجموعة من الأوراق التي يمكنك أن تُلخِّص فيها أفكارك الأساسيَّة، أو المحاور الرَّئيسيَّة للكتاب، والتي ستبني تقريرك عليها.
- قلم حِبر (ويُفضَّل استخدام أكثر من لون)؛ لتكتب به مُلاحَظاتك الرَّئيسيَّة، وما يخطر في ذهنك على أوراقك، وألّا تعتمد على ذاكرتك؛ حتى لا تنساها فيما بعد.
- أقلام التَّحديد (Highlighter)، والتي ستساعدك في تحديد الكلمات المفتاحيَّة، أو الأسئلة المُهمَّة، أو بعض المُلاحَظات التي قد تغفل عنها فيما بعد؛ نتيجة الكمّ الهائل للمعلومات التي تودّ كتابتها.
- أعد قراءة هدفك من التَّقرير: عليك الآن أن تعيد قراءة الهدف الذي وضعته سابقاً من هذا التَّقرير، والسُّؤال الذي وددت الإجابة عنه عند كتابتك للتَّقرير؛ لِئلّا تغفل عن هدفك الأساسيّ، ثم تكتب هذا السُّؤال على ورقة وتضعها أمامك، وتُحدِّدها بأحد أقلام التَّحديد (Highlighter)؛ كي تكون واضِحة فتُميِّزها عن غيرها.
- ابدأ الآن بقراءة الكتاب الذي ستكتب التَّقرير عنه: احرص على قراءة الكتاب بتركيز وتنظيم؛ وذلك على النَّحو الآتي:
- اقرأ عنوان الكتاب، واكتب هدفك من كتابة التَّقرير على الورقة نفسها بخطٍّ واضح وكبير؛ لتنطلق من هذا العنوان في الكتابة دون أن تغفل عنه أو عن النِّقاط الجوهريَّة في الكتاب.
- أجرِ بحثًا سريعًا إذا كان العنوان مُصطلحًا علميًّا، أو طبِّيًّا، أو أدبيًّا لا تدري ماهيَّته، واقرأ عنه من مصدر مُتخصِّص وموثوق.
- ابدأ بقراءة الكتاب قراءة مُنظَّمة من الصَّفحة الأولى إلى الصَّفحة الأخيرة فيه، على أن تأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار:
- تخصيص مُقدِّمة الكتاب، والأفكار، والمحاور التي طرحها الكاتب فيها بمقدار كبير من الأهمِّيَّة، وتسجيلها في أوراق المُلاحَظات التي لديك؛ إذ يجب أن يتضمَّنها تقريرك فيما بعد.
- الاهتمام بقراءة تمهيد الكتاب -إن وُجِد- قراءة جيِّدة؛ فهو يُعينك على معرفة أهمّ الأمور التي تضمَّنها الكتاب مُفصَّلة ومُوضَّحة بصورة أكبر ممّا ورد في المُقدِّمة.
- قراءة الكتاب قراءة مُتَسلسِلة، وتدوين المُلاحَظات المُهمَّة التي تجدها أثناء ذلك، ولا سِيَّما ذات الصِّلة بالعنوان الرَّئيسيّ للكتاب، أو تلك التي تمَّ ذِكرها في مُقدِّمة الكتاب.
- التَّركيز أثناء القراءة على المعلومات التي وردت حول الكلمات المفتاحيَّة الأساسيَّة للكتاب، فإن كان الكتاب الذي بين يديك بنُسخته الإلكترونيَّة، فإنَّنا ننصحك بالاستفادة من خدمة الماسح الضَّوئي للنَّصّ، والتي يُوفِّرها مساعد الكتابة الذَّكيّ: قلم لمساعدتك في استخراج النُّصوص؛ من صُور، ومِلفّات الـ "PDF"، دون عناء، أو مجهود كبير منك؛ حيث يُمكِّنك من البحث عن الكلمة المفتاحيَّة التي تريدها بسهولة ويُسر، والحصول على المعلومات التي تتعلَّق بها.
- تخصيص صفحة الفِهرس بالعناية والاهتمام، ومُلاحَظة العناوين التي حملتها الفصول الأساسيَّة للكتاب، وتفريغ هذه المعلومات على الورقة التي كتبت عليها هدفك من كتابة التَّقرير، وتذكَّر دائمًا أنّه لا بُدّ لك أثناء كتابته أن تُضمِّنه الحديث عن عناوينه التي بنى الكاتب هيكل كتابه عليها؛ لأنَّها تُمثِّل المحاور الرَّئيسيَّة الكُبرى التي يتناولها عنوانه الرَّئيسيّ.
- تدوين المُلاحَظات التي علقت في ذهنك أثناء القراءة، والأفكار التي تبادرت إليه، إلى جانب الأفكار التي ترى أنَّ ذكرها أثناء كتابتك التَّقرير أمر مهمّ وضروريّ، بالإضافة إلى الأساليب التي تودّ اعتمادها في كتابتك، والتي ترى أنَّها تخدم الهدف الذي حدَّدته سابقاً.
- قراءة ما كتبته كلّه والتَّفكير فيه أكثر فأكثر، والاستغراق في التَّفكير عمّا ستكتبه.
- وضع هيكل عامّ للتَّقرير الذي ستكتبته.
5- اكتب المُسوَّدة الأولى للكتاب الذي تودّ كتابة التَّقرير عنه
وهنا عليك أن تحرص على إعداد تقرير أوَّليّ في سِياق ما بحثت فيه، وقرأته، وما كوَّنته من أفكار عنه؛ بهدف التَّعديل عليه بعد ذلك، وكتابة تقريرك النِّهائيّ، ولكتابة مُسوَّدة التَّقرير الأوَّليَّة، اتَّبِع الخُطوات الآتية:
- أعِد قراءة عنوان الكتاب الذي تودّ كتابة تقرير عنه.
- أعِد قراءة مُقدِّمة الكتاب وخاتمته، وفهرسه العامّ.
- أعِد قراءة المُلاحَظات التي دوَّنتها سابقاً، والنِّقاط التي كتبتها.
- تذكَّر هدفك من كتابة التَّقرير، وضَعه نصب عينيك أثناء ذلك.
- فَكِّر أكثر بما سبق كلَّه، وكَوِّن صورة ذهنيَّة مُتخيَّلة للتَّقرير الذي تودّ كتابته.
- احرص على أن تكتب تقريرك بلغتك وأسلوبك الخاصّ، ولا تحاول استخدام كلمات الكاتب أو عباراته ذاتها فيه.
- قسِّم المادَّة الموجودة لديك إلى مجموعات بحسب موضوعاتها، وبما يتلاءم مع السِّياق العامّ لتقريرك.
- ضع هيكلًا عامًّا للتَّقرير؛ وذلك من خلال اعتماد عناوين فرعيَّة للعنوان الرَّئيسيّ الذي تكتب فيه، ثمَّ ابدأ الكتابة مُستعينًا بالمُلاحظات التي دوَّنتها، والمعلومات التي قرأتها، والصُّورة الذِّهنيَّة التي كوَّنتها.
- اكتب مادَّة تقريرك في فقرات قصيرة، ومُتسلسِلة، واحرص على أن تكون الصِّياغة حَسَنة وواضحة، ولضمان ذلك يُمكِنك الاستعانة بمساعد الكتابة الذَّكيّ: قلم الذي يساعدك في تحسين الصِّياغة، ويُوفِّر لك الخيار الأفضل لكتابة نصّ بليغ وفصيح.
- اكتب مادَّة تقريرك بلغة علميَّة بعيدة عن الانحِياز والأهواء الشَّخصيَّة، وباختصار دون استطراد.
- أعِد قراءة ما كتبته بعد الانتهاء منه، ثمّ اكتب مُقدِّمة تقريرك.
- اكتب خاتمة تقريرك مُوضِّحاً فيها أبرز الأفكار التي وردت فيه، ويُفضَّل أن يكون ذلك على شكل نقاط مُتسلسِلة منطقيَّة للقارئ.
وتذكَّر دائمًا، لا بُدَّ أن يتضمَّن كلّ تقرير على اختلاف مادَّته المَحاور الأساسيَّة الآتية:
- المُقدِّمة: وتُمثِّل حديثاً مُبسَّطاً عن الفكرة العامَّة التي تدور حولها مادَّة التَّقرير، والأسئلة التي يُجيب عنها.
- مادَّة التَّقرير (المُلخَّص): ويتضمَّن ذلك إلى جانب المعلومات الهدف الذي كُتِب لأجله، وتكون مُتسلسِلة بالتَّسلسُل نفسه الذي تضمَّنه هيكله العامّ.
- الخاتمة (النَّتائج والاستنتاجات): وتتضمَّن أبرز ما جاء في مادَّة التَّقرير من أفكار، ونتائج، واستنتاجات.
6- اكتب المُسوَّدة النِّهائيَّة للكتاب الذي كتبت التَّقرير عنه
أعِد قراءة ما كتبته، وتأكَّد من تسلسُل الأفكار منطقيًّا، ووضوح العبارات، وخُلوِّها من الأخطاء اللُّغويَّة، والنَّحويَّة، والإملائيَّة، وإن كنتَ ترغب حقًّا في كتابة محتوى مُتميِّز باللُّغة العربيَّة دون أخطاء، فيُمكِنك الاستعانة بالمساعد الذكي قلم الذي يضمن لك ذلك.
