هل جرَّبت يوماً أن تكتب نصّاً ما؟ وهل ترغب في كتابة نصٍّ فريد من نوعه يُضاهي ذاك الذي يتميّز به غيرك من الكتّاب؟ عليكَ أن تتذكَّر أنّ هذا الأمر لن يكون مستحيلاً إذا اتَّبعت بعض الاستراتيجيّات التي من شأنها أن تقوّي قدرتك على بناء نمط كتابيّ فريد خاصٍّ بك، فما هي هذه الاستراتيجيّات؟ وما الذي عليك فعله لبلوغ هذا الهدف؟ هذا ما سنوضّحه في مقالنا.

قلم
حسّن من كتابتك واحصل على نصوص منقّحة وخالية من الأخطاء مع خدمات قلم للكتابة الذّكية.



9 استراتيجيّات لتطوير نمط كتابة فريد

لتطوير نمط كتابة فريد خاصٍّ بك، يمكنك اتِّباع الاستراتيجيّات الآتية:


استفد من تجاربك

فالكتابة في مجال تعرفه وعمّا تعرفه خير لك من غيره؛ إذ ستكون قادراً على الوصف، والتَّعمُّق في التَّفاصيل، وبناء الأحداث، كما يمكنك أن تستلهم كتاباتك من أحداث حقيقيَّة، وأشخاص حقيقيّين، وما يجول في ذاكرتك من لحظات وأوقات وأفكار يمكنك استخدامها في كتاباتك، فما يولّد صدق المشاعر لديك، حتماً سيترك أثراً لدى القُرّاء، الأمر الذي سيمكِّنك من التَّواصل معهم بقوَّة أكبر.


أيقظ حواسَّك جميعها

ذلك بمدى قدرتك على إيقاظ حواسّ القُرّاء من خلال التَّشبيهات، والمجازات، والوصف، والإيحاءات، وغير ذلك ممّا يُقرِّب المعاني المُجرَّدة إلى أذهانهم، فيجعلهم مستشعرين لها، ومُتعمِّقين فيها، فيرون من خلال كلماتك المشاهد التي رسمتها لهم، وهنا يمكنك أن تحرص على استخدام الأصوات، والألوان، والحركة؛ لتثير جوّاً من التَّفاعل، والتَّواصل، والإدراك لما تحمله نصوصك من معانٍ وأفكار.


كن على دراية بكلّ ما هو فريد من ملاحظات

يعني ذلك أن تكون متفرِّداً في أسلوبك؛ فلا تركّز على ما يراه الآخرون فقط، أو على ما هو ظاهر للعيان فحسب، بل يشمل ذلك تلك التَّفاصيل التي قد لا يلاحظها غيرك؛ ففي حين يركّز غيرك على الحوار الدّائر بين الأشخاص من حولك، ركِّز أنت على لحظات الصَّمت بينهم، ولغة العيون، والحركات، والسُّلوكات التي قد يفعلها البعض دون إدراكٍ منه؛ كضمّ يديه معاً، أو لمس شعره، أو ثني كمّ قميصه، أو زفرةٍ هنا، وتنهيدة هناك، أو ما إلى ذلك، واربطها معاً في قالب كتابيّ شيِّق يثير القارئ لمعرفة خفايا المشهد.


احرص على الاهتمام بالتَّفاصيل

تذكَّر دائماً أنّ الاهتمام بالتَّفاصيل الدَّقيقة وسيلة مهمّة لتطوير نمط كتابة فريد خاصٍّ بك؛ فمن شأنها أن تجذب القُرّاء لقراءة كتاباتك، وتثير اهتماماتهم بها، وذلك بالحرص على اختيار الكلمات التي تساعد في تحسينها وتجميلها، وعدم الاكتفاء بالكلمات البسيطة المباشرة فقط، بل تلك التي تعزِّز المعاني بطريقة مُشوِّقة تحمل الأحاسيس القويَّة؛ كأن تقول مثلاً: "أجهشتُ بالبكاء" بدلاً من قولك: "بكيتُ كثيراً"، فذلك أدعى لإيصال المعنى بحرفيَّة أكبر، وبالتّالي تشويق القارئ لمتابعة القراءة.


تجنَّب الأفكار والعبارات المُكرَّرة

لا تُكرِّر نفسك، تلك قاعدة عليكَ أن تُدركها جيِّداً؛ فالتَّكرار مُمِلٌّ للقارئ وهو لا يُحبِّذه، واحرص على عدم تكرار غيرك بطبيعة الحال؛ فالتَّقليد لا يثير اهتمام القُرّاء ولا يجذبهم إليك، بل ستكون في نظرهم نسخة مستهلكة ومكرَّرة من أولئك الذين سبقوك؛ لذا احرص على أن تكون مُتجدِّداً في أفكارك، مُختلفاً في طرق طرحها، مُتنوِّعاً في ألفاظها.


أظهر قدرتك على تحوير الكلمات واستخدام الإيحاءات

وذلك بالتَّلميح بدل التَّصريح، مع الحرص على استخدام أفكار وأساليب فريدة خاصَّة بك، ولا تُقلِّد غيرك في أفكارهم، وكن ذكيّاً ذا بديهة في ذلك؛ حيث يمكنك مثلاً أن تذكر حكاية أو ذكرى مُعيَّنة قبل الانتقال إلى ذكر الحدث الذي تريده، ممّا يجعل القارئ يربط بينهما بديهيّاً كلّما تذكَّر هذه الذِّكرى، أو ذلك الحدث.


حوِّل الكائنات والجمادات إلى استعارات وتعبيرات فريدة

تذكَّر أنَّه يمكنك أن تُعطي الجمادات حسّاً طبيعيّاً مشابهاً لذلك الموجود لدى البشر؛ كأن تعطي القلم مثلاً خاصِّيَّة التَّفكير، أو السِّتارة خاصَّية حجب الحقيقة، أو الدُّخان خاصِّيَّة التَّشتُّت وعدم الوضوح، أو حتّى الإيحاء بالشّكّ في الأمر، وغير ذلك؛ أي بعبارة أخرى يمكنك تحويل المعاني التَّقليديَّة للأشياء إلى أخرى مُبتكرة وفريدة تُميِّزك عن غيرك من الكُتّاب، وتجعلك أكثر إبداعاً.


أتقن قواعد الكتابة جيِّداً، ثمّ تبنّى قواعدك الخاصَّة حتّى وإن خالفت القواعد الأصليَّة

من الجيِّد أن تلتزم بقواعد الكتابة لمختلف أنواع الفنون الأدبيَّة، لكن من الإبداع أن تُجدِّد فيها بما لا يُخلُّ في أيّ عنصر فيها؛ فمثلاً يمكنك أن تلتزم بعناصر القصَّة القصيرة، لكن يمكنك أن تترك نهايتها مفتوحة دون حلّ؛ لشحذ أفكار القارئ، أو يمكنك مثلاً أن تغفل ذكر بعض العناصر؛ كالزَّمان، وتركِّز على أخرى؛ كالأحداث؛ لذا احرص على أن تكون مُتجدِّداً دائماً، ولا تخف من كسر القواعد في سبيل تبنّيكَ قواعد تخصُّك في كتاباتك.


احرص على الكتابة كلّ يوم

اعلم أنّ الإتقان لا يمكن تحقيقه إلّا بالمحاولة والممارسة الدّائمة، وتعهُّد الأمر بالرِّعاية يُنمِّيه ويُطوِّره؛ لذا احرص على الكتابة كلّ يوم ولو كان مقدار الكتابة قليلاً، ولا تُعوِّد يدك قلَّة الإمساك بالقلم، أو أفكارك قلّة النَّبض، وتذكَّر هنا أنّ الكمَّ غير مهمّ، بل الأهمّ منه أن تستمرّ في ذلك.