الكتابة عمليَّة عقليَّة يحرص فيها الكاتب على توليد الأفكار، وتنظيمها، وصياغتها على النَّحو المطلوب، وهي واحدة من مهارات اللُّغة العربيَّة، وتتضمَّن أنواعًا وصورًا كثيرة؛ كالكتابة الوظيفيَّة، والإداريَّة، والإبداعيَّة، والإقناعيَّة، وغير ذلك، وتهدف إلى تنمية المقدرة على التَّعبير السَّليم الواضح لدى الكاتب، وإكسابه مهارات التَّفكير النّاقد والمُنظَّم، ومواجهة المواقف الحياتيَّة المختلفة؛ ككتابة بطاقة معايدة، أو خاطرة، أو ما إلى ذلك.[١] وفي مقالنا هذا، نلقي نظرة فاحصة على كيفيَّة تطوير مهارة الكتابة بشكل فعّال.

قلم
حسّن من كتابتك واحصل على نصوص منقّحة وخالية من الأخطاء مع خدمات قلم للكتابة الذّكية.





كيفيَّة تطوير مهارة الكتابة

لتتمكَّن من اكتساب مهارة الكتابة باحترافيَّة، ما عليك سوى اتِّباع الخطوات الآتية:[٢][٣][٤]


احرص على إدارة الوقت بشكل فعّال

لا تنسَ في أيّ لحظة من اللَّحظات أنّ تنظيم الوقت وإدارته بشكل جيِّد، والتَّخطيط لذلك بشكل عامّ في جميع مراحل الكتابة، هو ما يساعدك على النَّجاح؛ فلا تسويف، ولا استعجال، بل تنظيم يقودك إلى النَّجاح والإتقان.


اقرأ كثيرًا وباستمرار

اقرأ عن الموضوع الذي تودّ الكتابة فيه بشكل مُوسَّع قبل البدء بكتابة نصَّك، وبشكل عامّ احرص على القراءة دائمًا؛ فكلَّما قرأت أكثر وبشكل أعمق، زاد لديك المخزون اللَّفظي من الكلمات والمصطلحات والتَّعابير ونحوها، وتوسَّعت مداركك، وتعمَّقت مقدرتك على توليد الأفكار الجديدة، وبناء الحبكات، والصِّياغة السَّليمة، وغير ذلك من المهارات التي تُميِّز الكاتب المُتمكِّن من غيره.


جرِّب الكتابة الحرَّة

يمكنك في أيّ وقت من الأوقات أن تجرِّب الكتابة الحرَّة التي لا ترتبط بموضوع محدَّد، أو وقت معيَّن، بل تعتمد في أساسها على كتابة ما يجول في بالك من أفكار، وصياغتها بشكل سليم، وبعبارة أخرى، يمكنك اعتبارها سباقًا مع الزَّمن تُلخِّص فيه كلّ ما يمكن أن يخطر في عقلك، أو يدور في ذهنك، ولا تخشَ في هذه المرحلة الأخطاء اللُّغويَّة، أو النَّحويَّة، أو حتّى الإملائيَّة، بل ركِّز على تدوين أفكارك جميعها حتى ولو كنت تراها غير منظَّمة، فقط حاول التَّعبير عنها كما تشعر بها.


حدِّد الجمهور المستهدف وشاركهم كتاباتك

حدِّد جمهورك المستهدف الذي توجِّه له كتاباتك، مع الأخذ بالاعتبار خلفيّاتهم الثَّقافيَّة والمعرفة المتوفِّرة لديهم عن الموضوع الذي تطرحه؛ فذلك يساعدك على تحديد أهمّ الخطوط العريضة التي عليك أن تركِّز عليها، وتتناولها بالبحث والنِّقاش، واحرص هنا على استخدام الأسلوب اللُّغويّ المناسب؛ ففي الكتابة الأكاديميَّة مثلًا عليك استخدام اللُّغة العلميَّة، ومراعاة الخلفيّات العلميَّة للمُتخصِّصين من الجمهور الذي تستهدفه، ومن الجميل أن تُدرِّب نفسك على كتابة نصوص مُتعدِّدة المُستويات، وقابلة للقراءة والفهم من شتّى فئات القُرّاء، ممّا يضمن لك القبول لدى الغالبيَّة منهم إن لم يكن الجميع.


تمرَّن دائمًا على الكتابة واجعله روتينًا يوميًّا

لا تخف من الكتابة؛ إذ لا يمكنك أن تتوقَّع أن تكون كاتبًا جيِّدًا ما لم تتمرَّن على الكتابة نفسها، فإن خفت أو تقاعست عن ذلك، فلن تكون قادرًا على تخطّي أيّ عقبات تواجهك، وتذكَّر أنّك إن أردت إتقان مهارة ما، ما عليك سوى التَّدريب والممارسة المستمرَّة في كلّ حين، ويا حبَّذا لو جعلت ذلك دأبك اليوميّ، ولا تيأس مهما حاولت؛ إذ لا بُدّ أن تُؤتي جهودك ثمارها ولو بعد حين.


استرخِ وامنح نفسك الوقت الكافي

لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها، فليس هناك كاتب واحد في هذه الدُّنيا يستطيع إخراج عمله الكتابيّ من المحاولة الأولى؛ لذا لا تتوتَّر ولا تخشَ الفشل، ولا تُحبط نفسك، بل امنحها الوقت الكافي لتتمكَّن من الحصول على أفضل النَّتائج، ولتحقِّق التَّميُّز في ذلك، عليك منح نفسك مساحة خاصَّة تعتمد فيها الكتابة براحة واسترخاء دون أن تشعر بأيّ ضغط.


تعلَّم تقنيات الكتابة وأساليبها

هل تتذكَّر القراءة المستمرَّة والمُتعمِّقة؟ نعم تلك التي أشرنا إليها في بداية مقالنا هذا، نعم هي بعينها، احرص عليها جيِّدًا؛ فهي سبيلك إلى استنباط التِّقنيّات الكتابيَّة، والأساليب اللُّغويَّة، وأساليب الرَّبط، والتَّقديم والتَّاخير، والكتابة الإبداعيَّة، وما يتعلَّق بمهارة الكتابة وفنونها بشكل عامّ، والآن طبِّق ما استفدته منها على كتاباتك، وطوِّرها، وابتكر غيرها؛ حتّى تصبح مُتمرِّسًا في ذلك.


كن نفسك ولا تقلِّد غيرك

يمكنك أن تقلِّد كتّابًا تحبُّهم في بداية تعلُّمك لمهارة الكتابة؛ فالمحاكاة من وسائل تطويرالمهارات لدى الفرد، ولكن احرص على أن تكون متفرِّدًا متميِّزًا في أسلوبك الكتابيّ بعد ذلك، ولا تكن نسخة طبق الأصل عن غيرك؛ فالكاتب الفذّ يضع مشاعره، وأفكاره، واعتقاداته، في ما يكتب، فتمثِّل كتاباته شخصيَّته، وتعكس أسلوبه وتترجم أفكاره، فلا ينصاع إلى آراء أو أهواء غيره دون تفكير، ممّا يجذب القرّاء إلى كتاباته؛ لتفرُّد أسلوبها عن غيرها من الكتابات الأخرى.


ابتعد عن النَّسخ واللَّصق

تتطلَّب مهارة الكتابة وقتًا أطول من غيرها لإتقانها على النَّحو المطلوب؛ لذا خذ وقتك في ذلك، ولا تلجأ إلى نسخ ما تريده من معلومات من مصادر أو كتابات أخرى؛ فذلك ممّا يُضعف كتاباتك، ولا ينمِّي مهاراتك الكتابيَّة، ويجعل كفاياتك محدودة في مجال الكتابة.


اعتمد نظام التَّسويد والتَّبييض

لا تكن كغيرك ممَّن لا يعتمدون خطَّة واضحة في الكتابة، ولا منهجيَّة منطقيَّة في ذلك، بل ضع خطَّة واضحة تسير عليها، واعتمد نظام التَّسويد والتَّبييض؛ فكما أشرنا سابقًا، ليس هناك كاتب واحد يمكنه إنتاج عمل كتابيّ من المحاولة الأولى، ولا حتّى شعراء المُعلَّقات أو الأدباء المُخضرَمين أنفسهم؛ إذ إنَّهم يُخضعون كتاباتهم للتَّمحيص، والتَّدقيق، والتَّحسين، والعناية مرَّة بعد مرَّة للوقوف على الأخطاء التي قد تكون سقطت منهم، أو حتّى رأوا ما هو خير منها عند إعادة النَّظر فيها، ويجدر بالذِّكر أنّك قد تحتاج إلى كتابة مُسوَّدة، أو اثنتين، أو ثلاثة، أو أكثر؛ حتّى تتمكَّن من الوصول إلى مُبيَّضةٍ تكون راضيًا عنها، فتعتمدها بشكلها النِّهائيّ.


احصل على تقييم نقديّ بنّاء

التَّقييم النَّقديّ من أهمّ الأساليب التي تساعدك على اكتشاف أخطائك، أو العثرات التي قد تكون قد وقعت فيها دون أن تنتبه إليها؛ ويمكنك الحصول على هذا الأمر باستشارة من تثق بآرائهم وخبراتهم في ذلك؛ حيث تعرض عليهم نصوصك التي كتبتها في مُسوَّدتك، وتطلب آراءهم فيها؛ لتقف على مواطن الضَّعف فتقوِّيها وتُعدِّلها، ومواطن القُوَّة فتعتمدها.


أجرِ مراجعة للنَّصّ المكتوب

الآن وقد انتهيت من الخطوات السّابقة جميعها، أجرِ عمليَّة تدقيق لغويّ للنَّصّ؛ لتصحيح الأخطاء الواقعة في الصِّياغة، أو التَّعبيرات المُستخدمة، أو الأساليب اللُّغويَّة، أو الأخطاء اللُّغويَّة، أو الإملائيَّة، أو النَّحويَّة، أو ما إلى ذلك؛ للخروج بنصٍّ سليم خالٍ من الأخطاء التي تُضعفه.


اكتب نسختك النِّهائيَّة وانشرها

بعد أن انتهيت من المراجعة، وإجراء التَّعديلات اللّازمة، أصبح بإمكانك كتابة المُبيَّضة بنسختها النِّهائيَّة التي نالت رضاك، وارتأيت أنّها قد أصبحت جاهزة للنَّشر؛ ليقرأها القُرّاء، ويفهموا مقاصدها.

المراجع

  1. إبراهيم علي ربابعة، مهارة الكتابة ونماذج تعليمها، صفحة 5-7. بتصرّف.
  2. Ali Hale, "SEVEN WAYS TO BUILD UP YOUR WRITING CONFIDENCE", DAILYWRITINGTIPS, Retrieved 11/5/2023. Edited.
  3. د. خالد أبو عمشة، "كيف أطوّر مهارتي في الكتابة؟"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2023. بتصرّف.
  4. "6 Ways to Improve Your Writing Skills", Marbella International University Centre, 11/10/2019, Retrieved 11/5/2023. Edited.